lundi 12 mai 2014

المرأة شديدة التأثر بسلوك زوجها الديني ، 2014



المرأة شديدة التأثر بسلوك زوجها الديني ، 2014

المرأة شديدة التأثر بسلوك زوجها الديني ، 2014

المرأة شديدة التأثر بسلوك زوجها الديني ، 2014





كنا قبل عقود من الزمن نشـكو من قسوة الأزواج في معاملتهم لزوجاتهم ، معاملةً تقوم على التحكم والاستـبداد ، وحرمان الزوجة من أبسط الحقوق التي منحتها الشرائع لها كإنسان ذي روح حي كريم ، وإذا بنا اليوم _ وقد أفلت القيد وأفرط كثير من الأزواج في منح الحرية لزوجاتهم _ إزاء طائفتين من الأزواج تأخذ كل منها أقصى الطرف الأيمن أو الأيسر ، حتى ليجد الدارس لأخلاقنا الاجتماعية في الأسر أننا نعيش في مجتمع تتناقض مظاهر الحياة

في داخل بيوته ، ومن إفراط في حرمان الزوجة أبسط مبادئ الحرية التي شرعها الإسلام إلى إفراط في منح الزوجة فوق مبادئ الحرية المتزنة التي تسمح بها الشرائع والمبادئ الأخلاقية الكريمة .



ونحن بين فئتين : فئة متزمتة لا ترى للزوجة حقاً في أن تتكلم ، أو تخرج من بيتها لنزهة أو سيارة ، وفئة متحررة تطلق العنان لزوجاتها أن يختلطن في المجتمعات التي تتحدث فيها الشهوات والأهواء والنزوات الخفـيّة بلغة أبلغ من لغة الكـلام والعبارات والسعادة الزوجية والكرامة العائلية هي في الموقف الوسط بين الموقفين المتباينين .. وقبيـحٌ في دين الله من يغالي أو يقصر في أحكامه وتعاليمه على حد سواء .



وها نحن نعرض الميزان القسط ، والحدود الفاصلة بين الخير والشر ، والحسـن والقبح ، في حقوق الزوجة على زوجها كما يقررها الاسلام دين الله الذي جاء لإسعاد الناس جميعاً.









1. فمن أول حقوق الزوجة على زوجها : أن ينظر إليها على أنها سكن له تركن إليها نفسه ، وتكمل في جوارها طمأنينته ، وترتبط بالحياة الكريمة معها سعادته أو شقاوته، فهي ليست أداة للزينة ولا مطيَّة للشهوة ولا غرضاً للنسل ، فحسب بل إنها تكملة روحية للزوج ، يكـون بدونها عارياً من الفضـائل النفسية ، فقيراً من بواعث الاستقرار والطمأنينة ، وإلى هذا يشير القرآن الكريم حين يقول تعالى :

( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) الروم:25.

فأساس كل حق للزوجة على زوجها أن يعاملها على أنها سكنُهُ الروحي والنفسي، وعلى أنه قد ارتبط معها برباط عميق من المودة والرحمة هو أوثق من رابطة العقد القانوني ، الذي يلزمه نحوها بوجائب مالية أو حقوق مادية .

وحين ينظر الزوج إلى زوجته بهذا المنظار الجميل يزول من طريق الحياة الزوجية كل ما يشوبها من أشواك وعثرات ، ويكون الافتراق فيها، عن طريق الطلاق أو الهجر، انتزاعاً للحياة من جسمي الزوج والزوجة على السواء .

في الحياة الزوجية التي لا يغيب فيها عن الزوج _ أبداً _ حاجته الروحية والنفسية والقلبية إلى زوجه لا يقع الطلاق ، وإن أبيح ، ولا يحصل التعدد ، وإن شرع ،ولا يقف الزوجان أمام القضاء ، وإن اختلفا في البيت ، ولا يبغي أحدهما على الآخر في حقه ما دام هذا المعنى أساس الحقوق الزوجية كلها .







2. ومن حقوق الزوجة على زوجها : أن ينفق عليها بالمعروف ، فيوفر لها المسكن الصالح ، الذي تصان فيه حرمة الزوجة وصحتها وكرامتها، واللباس الصالح الذي يصونها من الابتذال ، ويدفع عنها أذى الحر والبرد ، ويعتاده أمثالها من قريبات أو جارات ، والطعام الصالح الذي يغذي الجسم ويدفع المرض ، ويأكله الناس عادة من غير سرف ولا تقتير ، وكل ذلك في حدود الاستطاعة المالية للزوج ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) البقرة:286 . ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) أما أن تطلب الزوجة من النفقة أكثر مما تحتاج ، وفوق ما يطيق الزوج ، فهذا عنت وإرهاق يعرض العائلة للفقر والحرمان ، لا تلجأ إليه زوجة عاقلة تريد أن تعيش في بيت الزوجية مكرمة هانئة مطمئنة ، وأما أن يقصّر الزوج عن الإنفاق على زوجته في الحدود التي تحتاجها كرامة الزوجية وسعادة الأسرة - وهو قادر على ذلك - فهذا بخل يمقته الله ، وتكرهه المروءة ، وسبب كبـير من أسباب انحراف الزوجـة وشقائها ، وأشد من هذا مقتاً وكرهاً أن يضن الزوج على زوجته بالنفقة الواجبة ، بينما هو يجود بماله على رفقاء السوء ، وفي الليالي الحمراء ، وعلى الموائد الخضراء، كما يقع كثيراً ممن لا خلاق لهم ولا مروءة .

ولقد رأينا بأعيننا بيوتَ أمثالِ هؤلاء الأزواج يخيم عليها البؤس ، ويجثم فـوق صدور أفرادها الشقاء . ومن ابتليت بمثل هذا الزوج فصـبرت وعفَّت كانت في طليعة المجاهدين عند الله أجراً وثواباً، فحسبها أنها قد بذلت راحتها وقلبها في سبيل المحافظة على أبنائها وسمعتها وشرفها .. ولو كانت حدود الله تقام في المجتمع للنكِّل بهذا الزوج الآثم أشد النكال ، وحسبه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : [كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ] . رواه أبو داود وغيره.







3. ومن واجبات الزوجة على زوجها: أن يعلمها واجباتها الدينية ، ويرشدها إلى ما تحتاج إلى معرفته من دين ، أو ثقافة ، أو خلق كريم .. ولئن كان ذلك حقاً من حقوق الزوجة فانه في الواقع في مصلحة الزوج نفسه ، فإن الزوجة التي تقف بين يدي الله خاشعة عابدة ، تكون من أبرِّ الزوجات بزوجها ، وأحنى الأمهات على أولادها ، وأسعد النساء في بيتها وأسرتها ، ولذلك أباح الإسلام للمرأة التي يأبى زوجها أن يعلمها ما تحتاج إليه من أحكام الشريعة أن تخرج لتسأل أهل العلم بدين الله عن ذلك ؛ فإنها - هي وزوجها - أحوج إلى هذا من سعيها وسعيه للطعام والشراب ، والمرأة شديدة التأثر بسلوك زوجها الديني ، فإن رأت منه حرصاً على ستر أو عفة أو عبادة ، بادرت إلى ذلك - استجابة لعاطفتها، وإرضاء لزوجها - وإن رأت منه تشجيعاً على الانفـلات من أحكام الدين وآداب الأسرة لم تجد بُدًّا آخر الأمر من أن تستجيب له وتفعل ما يرضيه .. وكم رأينا زوجات خرجن من بيوت آبائهن إلى بيوت الزوجية عفيفات محتشمات عابدات ، فما لبثن غير قليل حتى انحرفن عن ذلك كله بتأثير الزوج وانحرافه وجهالته .. وقـد جعل الله وقاية الزوجة من النـار أمانة في عنق الزوج حين قال : ( يأيها الذين آمنو قوا أنفسكم وأهليكم نارًا ) . التحريم: 6 .

فليتق الله الأزواج في دين زوجاتهن وأخلاقهن وحشمتـهن ، فانهم مسؤولون عن ذلك بين يدي الله ، يوم لا ينفع المفرطين في مثل ذلك ندمٌ ولا اعتذار .





4. ومن حقوق الزوجة أن يغار الزوج عليها ؛ فلا يعرضها للشبهة ، ولا يتساهل معها في كل ما يؤذي شرفَ الأسرة ، أو يعرضها لألسنة السوء ، والتسـاهل في هذا قبيح لا يعد من مكارم الأخلاق في شيء، ولا يعد من إكرام المرأة أو احترامها لما يجره هذا التسامح من شقاءٍ لها ولزوجها وأولادها ، وما زال الناس في مختلف البيئات تتأثر سمعتهم وكرامتهم بسلوك الزوجات، فمن أغضى عن زوجته - وهو يرى أو يسمع عنها ما يشين - فقد أخرج نفسه من زمرة الرجال الذين لهم حرمة في النفوس ومنزلة عند الله . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ أتعجبون من غيرة سعد - أحد الصحابة -؟ أنا والله أغير منه ، والله أغير مني ] ، الغيره المحمودة هي ما كانت في محلها وفي حدود الاعتدال .. أما ما جاوز الحـد وكان ظناً باطـلاً لا أساس له إلا وسوسة الشيطان ، فهو من الغيرة المكروهة التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: [ إن من الغيرة غيرة يبغضها الله عز وجل ، وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة ] وقال علي رضي الله عنه: لا تكثر الغيرة على أهلك ، أي بغير داعٍ إلى ذلك ، فتُرمى امرأتك بالسوء من أجلك وكم رأينا من جنايات الغيرة المبغوضة على العائلة وسمعتها ما أدى إلى كثير من الجرائم .







5. ومن حق الزوجة على زوجها : أن ينبسط معها في البيت ، فيهش للقائها ، ويستمتع إلى حديثها ، ويمازحها ويداعبها تطييباً لقلبها ، وإيناساً لها في وحدتها ، وإشعاراً لها بمكانتها من نفسه، وقربها من قلبه.. وقد يظن بعض الجاهلين المتزمتين أنّ مداعبة الزوجة وممازحتها مما يتنافى مع الورع أو الوقار أو الهيبة التي يجب أن تستشعرها الزوجة نحو زوجها، وهذا خطأ فاحش، ودليل على غلظ الطبع وقسوة القلب وجهل الشريعة ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو العابد الخاشع ، والقائد الحاكم - من أفكه الناس مع زوجاته ، وأحسنهم خلقاً ، كان يمزح معهن بما يدخل السرور إلى قلوبهن ، ويقص لهن القصص ، ويستمع إلى قصصهن .. ومن المعروف في سيرته عليه السلام أنه كان يسابق عائشة رضي الله عنها، وكان يريها اللعب في باحة المسجد فيضع كفه على الباب، ويمد يده وتضع وجهها على كتفه، ومن هنا قال عليه السلام: [ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله ] رواه الترمذي وغيره .

وكان مما يقول عمر ، وهو القوي الشديد ، الجاد في حكمه، المرهوب في سطوته: ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي - أي في الأنس والبشر والسهولة - فإذا كان في القوم وُجد رجلا ً .

ومما يتصل بهذا : حق الزوجة في الاستمتاع بالنزهـات والرياضة ، والخلوة مع زوجها وأولادها .. فليس مما يبيحه الشرع أن يمتع الزوج نفسه كل يوم بالنزهة والرياضة في البساتين والحقول والرحلات المتتابعة ، طلباً للراحة ، واستجماماً من عناء الأعمال ثم يضن على زوجته برحلة يصطحبها معه ؛ لتأخذ حقها من الراحة والاستجمام والنشاط ، متحرجاً من ذلك، زاعماً أنه مما يتنافى مع الدين والحشمة، وإن الزوجة إنسان لها حق الأنس مع زوجها في بعض نزهاته ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن لجسمك عليك حقاً وإن لزوجتك عليك حقا". رواه البخاري ومسلم.





6. ومن حق الزوجة على زوجها أيضًا : أن يحسن خلقه معهـا فيكلمها برفق ، ويتجاوز عن بعض الهفوات ، ويقدم لها النصح بلين تبدو فيه المودة والرحمة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: [ إن أقربكم مني مجالس يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقاً ، الموطؤون أكنافاً ، الذين يألفون ويؤلفون ] رواه الترمذي .. وإذا كان حسـن الخلق مع الناس مرغوباً فيه ، وهو مقياس القرب من الله أو البعد منه، فكيف بحسن الخلق مع الزوجة ، وهي ألصق الناس بالزوج، وأشدهم حاجة إلى مودته وحسن معاملته.






hglvHm a]d]m hgjHev fsg,; .,[ih hg]dkd K 2014







المصدر باب العرب لكل المسلمين والعرب - عالم المتزوجين - زوجي وزوجتي - عالم الحياة الزوجية http://www.bablarab.com/t66950.html

www.bablarab.com/f330/

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire